" أي أخي " – تنتفع من موعظتي وأنتفع من موعظتك إذا أخلص كل منا (أي أخي ) , أنت أحسن مني , زحمتك ذلة التلقي , وأنا أخذتني سكرة التعليم (أي أخي ) , إن أنا غلبت نفسي المسكينة , وقلت لها : علمك الله وأوجب عليك تعليم الإخوان , وكاتم العلم يلجم بلجام من نار فتعبك لك قفي عند حدك , ربما كان فيهم من هو عند الله أجل منك , أخفاه عنك ليختبرك وبعد ذلك سكنت ثائرتها الكاذبة , وعرفت قدرها , ووقفت عند طورها , فلها الحظ الأوفر , وكذلك أنت
" أي سادة " إن غلبت نفسك وألزمتها التعليم , وذبحت الهوي بسكين الافتداء , وأخذت الحكمة غاضا طرفك عن شرفك وعلمك وحسبك وأبيك ومالك وحالك فقد فزت فوزا عظيما , ومن لم يحاسب نفسه عن كل نفس ويتهمها لم يثبت عندنا في ديوان الرجال
" أي سادة " أنا لست بشيخ , لست بمقدم علي هذا الجمع , لست بواعظ لست بمعلم حشرت مع فرعون وهامان إن خطر لي أني شيخ علي أحد من خلق الله إلا أن يتغمدني الله برحمته , فأكون كآحاد المسلمين , مت مسلما ولا تبال , الآسلام حبل الوصله الي الله , لو عبدالله غير المسلم بعبادة الثقلين بعيد عن الله مغضوب عليه ولو أتي العبد المسلم بذنوب الثقلين له من الله حظ العبودية (قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ( الزمر 53 ) أحكمو رابطة الوصلة مع الله بشرائط الاسلام " المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه " عن ابي هريرة رضي الله عنه حديث صحيح رواه البخاري وغيره
أين أهل الصدق الذين يأمرون الناس بالبر ويأتمرون به ؟ أين اهل الإيمان الكامل الذين يطلبون الحكمة ولا يقف نظرهم عند موضعها ؟ من كمال الايمان والصدق وعظك نفسك , ونفعك غيرك , وأخذك الحكمة أني وجدتها كل الفقراء ورجال هذه الطائفة خير مني أنا حميد اللاش أنا لاش اللاش , لكن الحق يقال الصوفي من صفي سره من كدورات الأكوان وما رأي لنفسه علي غيره مزية هكذا كتب الله وحكم وهذا والله خلق عبيده الذين طهرهم من رؤية غيره , أي أخي أنت غير , ونفسك غير وغيرك غير كل ما أدركه بصرك واختلج بشكله وكيفيته سرك فهو غير ربنا لا تكيفه الأفكار , ولا تدركه الأبصار
" أي أخي " أخاف عليك من الفرح بالكرامة وإظهارها الأولياء يستترون من الكرامة كاستتار المرأة من دم الحيض
"أي أخي " الكرامة عزيزة بالنسبة إلي المكرم ليست بشيء بالنسبة لنا لأن هذا الاكرام لما ورد من باب الكريم عظم وعز وتلقته القلوب بالاءجلال ولما تحول لفظ النسبة إلي العبد هان الأمر , واستتر الكامل من هذه النسبة التي تحول أمرها من باب قديم إلي باب حادث خيفة إستحسان النسبة الثانية , فإن قبولها سم قاتل كلنا عار إلا من كساه كلنا جائع إلا من أطعمه كلنا ضال إلا من هداه ليس للعاقل إلا قرع باب الكريم في الشدة والرخاء المخلوق ضعف , عجز , فقر , حاجة , عدم محض
أكرم الله أحبابه المتقين , وأظهر علي أيديهم الخوارق , وأيدهم بروح من عنده , ورفع منارهم فاشتغلوا به تعالي عن كل ذلك خافوا الله فأسكنهم جنة قربه وأكرمهم إذا نزلوا به بالنظر إلي وجهه الكريم (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى(40)فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) ( النازعات 40 – 41 ) شر الهوي رؤية الأغيار , والاشتغال عن الخالق بالمخلوق ما الذي يراه العاقل من الاشتغال بغيره ؟ القول بتأثيرغيره في كل أثره ما , قليل أو كثير كلي أو جزئي شرك قال رسول الله ] [r لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما " ياغلام إني أعلمك كلمات إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تجده تجاهك إذا سالت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعو علي أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ( الاربعين حديث للنووي )
" أي سادة " تفرقت الطوائف شيعا وحميد بقي مع أهل الذل والانكسار , والمسكنة والاضطرار إياكم والكذب علي الله (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ( العنكبوت 68 ) ينقلون عن الحلاج أنه قال : أنا الحق أخطأ بوهمه لوكان علي الحق ما قال : أنا الحق يذكرون له شعرا يوهم الوحدة , كل ذلك ومثله باطل ما أراه رجلا واصلا أبدا ما أراه شرب ما أراه حضر , ماأراه سمع إلا رنة أو طنينا فأخذه الوهم من حال إلي حال من ازداد قربا ولم يزدد خوفا فهو ممكور إياكم والقول بهذه الأقاويل , إن هي إلا أباطيل السلف علي الحدود بلا تجاوز بالله عليكم هل يتجاوز الحد إلا الجاهل , هل يدرس عنوة في الجب إلا الأعمي ؟ ما هذا التطاول وذلك المتطاول ساقط بالجوع , ساقط بالعطش , ساقط بالنوم , ساقط بالوجع , ساقط بالفاقة , ساقط بالهرم , ساقط بالعناء أين هذا التطاول من صدمة صوت (لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ( غافر ( المؤمن 17 ) العبد متي تجاوز حده مع إخوانه يعد في الحشرة ناقصا التجاوز علم نقص ينشر علي رأس صاحبه , يشهد عليه بالدعوي يشهد عليه بالغفلة , يشهد عليه بالزهو يشهد عليه بالحجاب يتحدث القوم بالنعم لكن مع ملاحظة الحدود الشرعية الحقوق الإلهية تطلبهم في كل قول وفعل الولاية ليست بفرعونية ولا بنمرودية قال فرعون : أنا ربكم الأعلي وقال قائد الأولياء وسيد الأنبياء صلي الله عليه وسلم " لست بمليك " ( اول الحديث " هون عليك فأني لست بملك انما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد " رواه ابن ماجة والحاكم عن ابي مسعود البدري والحاكم عن جرير ( الفتح الكبير ) حديث صحيح نزع ثوب التعالي والإمرة والفوقية كيف يتجرأ علي ذلك العارفون والله يقول (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ( يس 59 ) وصف الافتقار إلي الله وصف المؤمنين قال تعالي : (يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ( فاطر 15 ) هذا الذي أقوله علم القوم تعلمو هذا العلم فإن جذبات الرحمن في هذا الزمان قلت إصرفوا الشكوي إلي الله في كل أمر العاقل لا يشكو لا إلي ملك ولا إلي سلطان العاقل كل أعماله لله