"أي سادة " من أحب الله علم نفسه التواضع وقطع عنها علائق الدنيا وآثر الله تعالي علي جميع أحواله واشتغل بذكره ولم يترك لنفسه رغبتة فيما سوي الله تعالي وقام بعبادته بحقائق الأسرار وخلع المنابر والأسرة تواضعا لله , وإن كانت يده طائلة إلي مثل ذلك , وكان كمن قيل فيه :
ترك المنابر والسرير تواضعا وله منابر لو يشا وسرير
ولغيره يحببي الخراج وإنما يجبي إليه محامد وأجور
"أي سادة " العبدية حقها الانقطاع عن غير السيد بالكلية العبدية ترك كل كلية وجزئية العبدية رد القصد عن طلب كل مزية العبدية عدم رؤية العبد لنفسه علي إخوانه رفعة أو فرفية العبدية الوقوف عندما حد للطينة الآدمية العبدية الخشية والخضوع تحت مجاري الأقدار الربانية لا يكون العبد عبدا كاملا حتي يصل إلي مرتبة الحرية , والتخلص من رق الأغيار بالكلية
" أي سادة " لا تتخذوني دفة المكدية لا تجعلو رواقي حرما , وقبري بعد موتي صنما دعوت الله أن يجعلني منفردا إليه في الدنيا فحصل مع الجمعية وعساني أصل إلي القصد إذا فارقت الدنيا إن صحت الجمعية مع الله فالكل هين
إذا صح منه الوصل فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب عليكم به سبحانه وحقه لايضر وينفع , ويصل ويقطع , ويفرق ويجمع , ويعطي ويمنع , إلا هو الوسائل إليه لا تنكر , والوسائط لا تكفر وإنما المادة الكبرى كلمة تقولها وتصل , وهي أمنت بالله فإذا أمنت به آمنت بكتابه وبرسوله وبكل ما جاء به رسوله صلي الله عليه وسلم , وعملت بقوله تعالي (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ( الحشر 7 ) وعظمت الوسائل والوسائط التي تدلك علي الله ووحدت الله ووقفت علي الباب بسائح الدموع ولثمت الأرض بالذل والخضوع وعرفت إلي أين المصير والرجوع , وتهيأت لما يليق بمقام الملاقاة وأخلصت في أعمالك كلها فصرت إخلاصا خالصا وبعدها تليق لك المراتب وتسح عليك سحب المواهب وعود عليك عوائد الكرم وتمد لك موائد النعم وتنشر شبكة عرفانك علي الخلق حتي لا تبقي ولا تذر وتصل دعوة نيابتك إلي الظهور والبطون بإذن الله