يقول المرشد الكامل سيدي أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه ناصحًا وواعظًا أحد مريديه:
"عليك بملازمة الشرع بأمر الظاهر والباطن،
وبحفظ القلوب من نسيان ذكر الله،
وبخدمة الفقراء والغرباء،
وبادر دائمً بالسرعة للعمل الصالح من غير كسل ولا ملل،
وقم في مرضاة الله تعالى،
وقف في مرضاة الله تعالى،
وقف في باب الله تعالى،
وعوّد نفسك القيام في الليل،
وسلمها من الرياء في العمل،
وابك في خَلواتك وجلواتك على ذنوبك الماضية،
واعلم أنّ الدنيا خيال وما فيها زوال،
همة أبناء الدنيا دنياهم،
وهمة أبناء الآخرة ءاخرتهم.
واشغل ذهنك عن الوسواس،
واحذر نفسك من مصاحبة صديق السوء فان عاقبة مصاحبته النّدامة والتأسف يوم القيامة
كما قال الله تعالى مخبرًا عمن هذا حاله:
{لََيْتَني لَمْ أَتّخِذْ فُلانًا خَلِيلا(28) [سورة الفرقان].
فبئس القرين، فاحفظ نفسك من القرين السوء.
يا ولدي إن ما أكلته تفنيه، وما لبسته تبليه، وما عملتَه تُلاقيه،
والتوجه إلى الله حتمًا مقضيًا، وفراق الأحبة وعدًا مأتيا،
والدنيا أولها ضعف وفتور، وءاخرها موت وقبور،
لو بقي ساكنها ما خربت مساكنها،
فاربط قلبك بالله (أي بطاعته ومحبته)، وأعرض عن غير الله،
وسلم في جميع أحوالك لله، واجعل سلوكك في طريق الفقراء بالتواضع،
واستقم بالخدمة على قدم الشريعة،
واحفظ نيّتك من دنس الوسواس،
وأمسك قلبك من الميل الى الناس،
وكل خبزا يابسًا وماءً مالحًا من باب الله،
و لا تأكل لحمًا طرياً و عسلا من باب غير الله،
وتمسك بسبب لمعيشتك بطريق الشرع من كسب حلال،
وايّاك من كسر خواطر الفقراء، وصلِ الرحم، وأكرم الأقارب،
واعفُ عمّن ظلمك، وأكثِر زيارة القبور،
وليّن كلامك للخلق، وكلّمهم على قدر عقولهم، وحسّن خُلقَك،
وأعرِض عن الجاهلين، وقم بقضاء حوائج اليتامى وأكرِمهم،
و أكثرِ التردد لزيارة المتروكين من الفقراء،
وبادر بخدمة الأرامل،
وارحم تُرحم، وكن مع الله تر الله معك،
واجعل الإخلاص رفيقك في سائر الأقوال والأفعال،
واجتهد بهداية الخلق لطريق الحق،
ولا ترغب للكرامات وخوارق العادات فإنّ الأولياء يستترون من الكرامات كما تستتر المرأة من دم الحيض،
ولازم باب الله، ووجه قلبك لرسول الله،
وقم بنصيحة الإخوان، وألف بين قلوبهم، وأصلح بين الناس،
واجمع الناس مهما استطعت على الله بطريقتك،
وعمّر قلبك بالذكر، وجمّل قالبك بالفكر،
واستعن بالله، واصبر على مصائب الله، وكن راضيا عن الله،
وقل على كل حال الحمد لله،
وأكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وإن تحرّكت نفسك بالشهوة أو بالكِبر فصُم تطوعًا لله واعتصم بحبل الله،
واجلس في بيتك ولا تكثر الخروج للأسواق ومواضع الفُرَج فمن ترك الفُرَج نال الفَرَج،
وأكرم ضيفك، وارحم أهلك وولدك وزوجتك وخادمك، واعمل للآخرة،
وقل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون.
هذه نصيحتي لك ولكل من سلك طريقي ولاخواني ولجميع المسلمين والمحبين كثرهم الله،
وأستغفر الله العظيم من جميع الذنوب خفيها وجليها وكبيره وصغيرها".