يا مؤخر توبته بمطل التسويف (لأَي يَومٍ اُجِلَت) كنت تقول: إذا شبت تبت.
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت لو كان لسيف عن عزيمتك جوهرية لقيك موت الهوى تحت ظبته.
كل يوم تضع قاعدة الإنابة ولكن على شفا جرف كلما صدقت لك في التوبة رغبة حملت عليها جنود الهوى حملة فانهزمت إذبح حنجرة بالهوى بسكين العزيمة فما دام الهوى حيا فلا تأمن من قلب قلبك.
اجعل بكاءك في الدجى شفيعا في الزلل فزند الشفيع توري نار النجاح.
اكتب بمداد الدمع حسن الظن إلى من يحققه ولا تقنع في توبتك إلا بمكابدة حزن " يعقوب " أو بصبر " يوسف " عن الهوى فإن لم تطق فبذل إخوته يوم (وَتَصَدق عَلَينا).
يا معشر الأقوام هذه مشاعل القبول.
يا فارغ البيت من القوت هذه أيام اللقاط.
يا مهجور " كنعان " متى تجد ريح " يوسف " يا سجن " مصر " متى يرى الملك سبع بقرات يا " ابن يا مين " اليَومَ عَهدُكُمُ فَأَينَ المَوعِدُ هَيهاتَ لَيسَ لِيومِ عَهدِكُمُ غَدُ إذا وقعت عزيمة الصدق في قلب العبد التائب رضي الملك فأنسى الملك ما كتب وأوحى إلى الأرض: اكتمي على عبدي.
قتل رجل قبلكم مائة نفس ثم خرج تائبا فأدركه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فبعث الله ملكا يحكم بينهم فقال: قيسوا ما بين القريتين وأوحى إلى هذه أن تباعدي وغلى هذه أن تقربي فوجد أقرب إلى قرية الخير بشبر فغفر له.
والحاكم والخصوم لا يعرفون سر (كَذِلِكَ كِدنا لِيوسُفَ).
إذ صدق التائب أجبناه وأحييناه (وَجَعَلنا لَهُ نوراً يَمشي بِهِ في الناس) يا معاشر التائبين (أَوفوا بِالعُقُود) انظروا لمن عاهدتم (ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها) فإن زللتم من بعد التقويم فارجعوا إلى دار المداراة (فإنّ الله لا يمل حتى تملوا).
عودوا إلى الوَصلِ عودوا فالهَجرُ صَعبٌ شَديدُ تَذكّرونا فَما عَهدي لَديكُم بَعيدُ كُنا وَكُنتُم قَريباً فَأَينَ تِلكَ العُهودُ هَل يَرجَعُ البانُ يَوماً أَم هَل تَعودُ زَرودُ مجاهدة النفس يا مقهورا بغلبة النفس صل عليها بسوط العزيمة فإنها إن عرفت جدك اِستأسرت لك وامنعها ملذوذ مباحها ليقع الإصطلاح على ترك الحرام فإذا صبرت على ترك المباح (فَإِما مناً بَعدُ وَإِما فِداء) الدنيا والشيطان خارجان عنك والنفس عدو مباطن ومن أدب الجهاد (قاتِلوا الَّذَينَ يَلونَكُم) إِن مالَت إٍلى الشَهوات فاكبِحها بِلِجامِ التَقوى وإِن أعرضت عن الطاعات فسقها بسوط المجاهدة وإن استحلت شراب التواني واستحسنت ثوب البطالة فصح عليها بصوت العزم.
فإن رمقت نفسها بعين العجب فذكرها خساسة الأصل فإنك والله ما لم تجد مرارة الدواء في حلقك لم تقدر على ذرة من العافية في بدنك وقد إجتمعت عندك جنود الهوى في بيت النفس فأحكمت حصن البطالة.
فيا حزب التقى جردوا سيوف العزائم وادخلوا عليهم الباب.
النفس مثل كلب السوء متى شبع نام وإن جاع بصبص.
الحر يلحى والعصا للعبد.
كان أحد السلف إذا قهر بترك شهوته أقبل يهتز الرامي إذا قرطس.
إذا قوي عزم المجاهدة لأن له الأعداء بلا حرب.
لما قويت مجاهدة نبينا صلى الله عليه وسلم تعدت إلى كل من تعدى فأسلم شيطانه اللهم دلنا على قهر نفوسها التي هي أقرب أعدائنا إلينا وأكثرهم نكاية فينا يا هذا: بدل اهتمامك بك واسرق منك لك فالعمر قليل تظلم إلى ربك منك واستنصر خالقك عليك يأمرك بالجد وأنت على الضدّ.
تفر إلى الزحف ولكن لا إلى فئة.
تطلب نيل العلى وما ارتقيت درج المجاهدة أتروم الحصاد ولم تبذر لولا إيثار " يوسف " (السِجنُ أَحبُ إِليّ) ماخرج إلى راحة (وَكَذلِكَ مَكَنَّا) رب خفض تحت السرى وغنى من عنا ونضرة من شحوب.
لما قوم المؤمنون أنفسهم بالرياضة وقع عقد (إِنّ اللَهَ اِشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنّ لَهُم الجَنَة) النفس لم ترض إذا لم ترض لأنها كلب عقور وإنما يراد الصيود لا العضوض.
ويحك الأعضاء كالسواقي والمياه النجسة في الثمرة أنت تستفتح النهار بإطلاق الجوارح في صيد اللهو فإذا حان حين الصلاة نعقت بها وليست معلمة فلا تجيب.
هيهات ان يخشع طرف ما قومه محتسب (يَغُضوا) وأن يحضر قلب ما أزعجه تخويف (يَعلَمُ السِرَ وَأَخفى).
الناسُ مِنَ الهَوى عَلى أَصنافِ هَذا ناقِضُ العَهدِ وَهَذا وافي هَيهَات مِنً الكُدورِ تَبغي الصافي ما يَصلُحُ لِلحَضرَةِ قَلبٌ جافي ذم الدنيا أَنت في حديث الدنيا أفصح من " سحبان " وفي ذكر الآخرة أعيى من " باقل " تقدم على الفاني ولا إقدام " بن معد يكرب " وتجبن عن الباقي ولا جبن " حسان " ويحك إنما تعجب الدنيا من لا فهم له كما أن أضغاث الأحلام تسر النائم لعب الخيال يحسبها الطفل حقيقة فأما العاقل فلا يغتر.
كم أتلفت الدنيا بيد حبها في بيداء طلبها وكم عاقبت عن وصول بلد الوصل كم ساع سعى إليها سعي الرخ ردته معكوسا رد الفرازين يا أرباب الدنيا: إنها مذمومة في كل شريعة والولد عند الفقهاء يتبع الأم متى نبت جسمك عن الحرام فمكاسبه كزيت بها يوقد.
هذا " عمر " مع كماله يقول: يا " حذيفة " هل أنا منهم وأنت تأمن مع ذنوبك.
إذا كان " بنيامين " نسب إلى السرقة فأي وجه لخلاص يرجى.
رؤي " عمر " بعد موته باثنتي عشرة سنة فقال: الآن تخلصت من حسابي واعجبا أقيم للحساب أكثر من سني الولاية أفينتبه بهذا راقد الهوى.
يا متلطخا بأقذار الظلم بادر الغسل من مد العوافي قبل أن يجزرك لا يغرنك عيش أحلى من إذ يلتقي كل ذي دين وماطله الحجر المغصوب في البناء أساس الخراب ليت الحلال سلم فكيف الحرام كان لبان يخلط اللبن بالماء فجاء سيل فأهلك الغنم فجعل يبكي ويقول: اجتمعت تلك القطرات فصارت سيلا.
ولسان الجزاء يناديه " يداك أوكتا وفوك نفخ ".
كم بكت في تنعم الظالم عين أرملة واحترقت كبد يتيم (وَلَتَعلُمَنّ نَبَأَهُ بَعدَ حين) واعجبا من الظلمة كيف ينسون طي الأيام سالف الجبابرة وما بلغوا معشار ما آتيناهم أما شاهدوا مآلهم (فَكُلاً أَخَذنا بِذَنبِهِ) أما رحلوا عن أكوار الندم (فَما بَكَت عَلَيهِم السَماءُ والأرض) أما صاح هاتف الإنذار (كَم تَرَكوا مِن جَناتٍ وَعُيون) واعجبا للمغترين (وَقَد خَلَت مِن قَبلِهِم المَثُلات) أما يكفيهم من الزواجر (وَتَبَينَ لَكُم كَيف فَعَلنا بِهِم) من لهم إذا طلبوا وقت العود (وَحِيلَ بَينَهُم وَبَينَ ما يَشتَهون) كم دار بنعم النعم دارت عليها دوائر النقم (فَجَعلناها حَصيدا) يا معاشر الظلمة: " سليمان " الحكم قد حبس " آصف " العقوبة في سجن (فَلا تَعجَل عَلَيهِم) وأجرى الرجاء (لِئَلا يَكونَ لِلناسِ عَلى اللَهِ حُجة) فلو ذهبت سموم الجزاء من مهب (وَلَئِن مَسَتهُم نَفحَةٌ) لقلعت سكر (إِنّما نُملي لَهُم) (فَلا يَستَطيعونَ تَوصية).
فالحذر الحذر (أَن تَقولَ نَفسٌ يا حَسرَتى) (وَلاتَ حينَ مَناص) أبقي في قوس الزجر منزع سفينة التقى تحتاج إلى إحكام تام ولليم منافذ صغار في الدسر فاحكم تلك البقاع بقار الورع هيهات قد خرقتها بالكبائر وما تتنبه لما صنعت حتى يصيح " نوح " الأسى (لا عاصِمَ) يا هؤلاء: فتعاش العدل إذا لم ينتزع شوك الظلم أثر ما لم يؤمن تعديه إلى القلب لا تعربوا في سكر القدرة فصاحب الشرطة بالمرصا.
ويحكم لا تحتقروا دعاء المظلوم فشرار نار قلبه محمول بريح دعائه إلى سقف بيت الظالم نباله تصيب نبله غريب قوسه حرقه وتره قلهه مرماته هدف (لأَنصُرَنّكَ وَلَو بَعدَ حين) سهم سهمه الإصابة.
وقد رأيت وفي الأيام تجريب