مقـدمـة
الحمد لله الذي فتح لأوليائه كنوز معروف صفاته وأسمائه وأطلعهم على رموز دقائق نعمه وآلائه وأفاض على قلوبهم بحار التوحيد فجرت ينابيع الحكمة على ألسنتهم من غير تقليد والصلاة والسلام على السر الأعظم والكنز المطلسم والبحر المطمطم آلف الإحاطة المصنوعة ونقطة الوساطة المكنونة سر الله الساري ومدد فيضه الجاري مظهر الكمالات الوجوديه ومركز التنزلات الشهوديه سيدنا و مولانا محمد وعلى آله سفن النجاة وأصحابه البررة الهداة أعلم أن شرف العبادة الإخلاص وحسن الطاعة ما يوجب الخلاص وان من أرجح أبوابه وأنجح أسبابه التذلل بين يدي الله سبحانه وتعالى والخضوع ببابه بكثير الدعوات والأذكار ومزيد المناجاة والاستغفار والصلاة على النبي المختار لما في ذلك من الحث الحثيث .في الكلام القديم وصحيح الحديث فمن ذلك قوله تعالى في محكم كتابه ومنزل خطابة ( ادعوني أستجب لكم ) مع ثنائه من دعاه بغاية الذل والخضوع وكمال الحضور والخشوع بقوله تعالى في محكم كتابه المبين (انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين)
ولله در القائل
أفلح الزاهدون والعابدونا * اذ لمولاهم أجاعــوا البطونا
اسهروا الأعين العليلة حبا * فانقضى ليلهم وهم ساهرونا
شغلتهم عـبادة الله حـتى * حسب الناس إن فيهم جـنونا
قال تعالي (تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاوطمعا)
اشرح اللهم صدورنا بالهداية ويسر بمزيد عوارف جودك أمورنا واجعلنا ممن يعرف قدر العافية ويشكرك عليها ويرضى بك كفيلا لتكون له وكيلا تولى اللهم أمورنا بذاتك ولا تكلنا إلى أنفسنا ولا لأحد من خلقك طرفة عين ولا أقل من ذلك وكن لنا في كل مقام عونا وواقيا وناصرا وحاميا أرضنا اللهم فيما ترضى والطف بنا فيما ينزل من القضاء أغننا بالافتقار إليك ولا تفقرنا بالاستغفارعنك زين سماء قلوبنا بنجوم محبتك صحح اللهم فيك مرامنا ولا تجعل في غيرك اهتمامنا جئناك بذنوبنا وتجردنا من أعذارنا فسامحنا وأغفر لنا جمل اللهم أفئدتنا بسائغ شراب عنايتك وحسن أجسامنا ببرود عافيتك وأردية هيـبتك وكرامتك اكفنا اللهم شر الحاسدين والمعادين انصرنا عليهم بنصرك وتأييدك ياقوي يا معين اللهم من أرادنا بسوء فأجعل دائرة السوء عليه أرم اللهم كيده في نحره حتى يذبح نفسه بيديه اضرب علينا سرادق الوقاية والرعاية وأحطنا بعساكر الأمن والصون والكفاية رد بسهام قهرك من آذانا وأيد بمكين جبروتك مقامنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم.
كلمة عامة في الطرق الصوفية
الطرق الصوفية هي المدرسة التي يتم فيها التطهير النفسي والتقويم السُّلوكي للمريد، والشيخ هو القيِّم أو الأستاذ الذي يقوم بذلك مع الطالب أو المريد، وهو الذي يُلَقِّن المريدين الأذكار ويعاونهم على تطهير نفوسهم من الخُبْثِ وشفاء قلوبهم من الأمراض، وهو الذي يرى الأسلوب والمنهج الأمثل الذي يصلح مع هذا المريد من بين مناهج التربية.
والمعلوم أن طريق الله واحد، والخلاف من جهة المريدين، فنضرب مثلا - ولله المثل الأعلى - بالدائرة، فنجد أن أنصاف أقطارها متساوية وكلها توصل إلى المركز، فالله تعالى مقصود الكل، فلذلك يجوز الدخول في أي الطرق التي توصل إلى المقصود، طالما أنها تقوم في أسسها وأصولها وسلوكها وطريقتها في التربية على الكتاب والسنة، وطالما أنها نقية من أي بدع أو مخالفات للشريعة الإسلامية والطريقة الرفاعيه هي طريقة العبودية لله والانكسار اليه ، وقد روعي في أورادها ورياضاتها أن تكون للتربيه من هذا الباب .
ومن المقرر أن الشرع هو معيار هذه الطريقة وأساسها ، فليس فيها ما ليس فيه أدني مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله ،قال تعالي (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)وقال (قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفرلكم ذنوبكم والله غفوررحيم)آل عمران آية 30قال صلي الله عليه وسلم (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوابعدي أبداكتاب الله وسنتي)وهنا أمرلكل من التزم الطريق أن يحافظ علي اوامرالله والبعدعن نواهيه والمحافظة علي سنن النبي صلي الله عليه وسلم قال تعالي(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)الحشرآيه7والبعدعن كل ماخالف ذلك وحسن الاقتداءبالرسول فهوباب القبول قال تعالي(لقدكان لكم في رسول الله اسوة حسنه لمن كان يرجواالله واليوم الآخر)الاحزاب آيه 21ومتي تحقق الاقتداءوالتأسي بالرسول وصل المريدللصواب وهناك كلمات جامعه مانعه للامام كقوله : ( الفقير ما دام علي الكتاب والسنه فهو علي الطريق ومتي انحرف عنها ضل عن الطريق )ويؤكدالامام علي أن الطريق منهجه الكتاب والسنه والبعدعن كل مخالفةلذلك فيقول(طريقي دين بلابدعه وهمةبلا كسل وعمل بلارياءوقلب بلا شغل ونفس بلاشهوة)فأصل الطريق الكتاب والسنة وكل من خالف كتاب الله وسنة رسوله فهوليس من ابناء الرفاعي وهوبرئ منهم فهويقول (أنابرئ ممن يسبني,قالوا:وكيف نسبك وأنت قبلتنا؟قال:تقولون عني مالاأقول وتفعلون مالايجوزفمن يراكم يقول:لولم يسمعواشيخهم ويروه لما فعلوه)فالامام برئ من كل من يخرج عن كتاب الله وسنة جده المصطفي,والامةبخيروهناك من يسيرعلي نهج الله ورسوله الذي هوطريق الامام