السالكون أربعة أقسام :
سالك مجرد ، ومجذوب مجرد ، وسالك متدارك بالجذبة ، ومجذوب متدارك بالسلوك .
فالسالك المجرد : لا يؤهل للمشيخة ولا يبلغها لبقاء صفات نفسه عليه ، فيقف عند حظه من رحمة الله تعالى في مقام المعاملة والرياضة ، ولا يرتقي إلى حال يروح بها إلى عن وهج المكابدة .
والمجذوب المجرد من غير سلوك : يبادئه الحق بآيات اليقين ، ويرفع عن قلبه شيئاً من الحجاب ، ولا يؤخذ في طريق المعاملة .
والسالك الذي تدورك بالجذبة : هو الذي كانت بدايته بالمجاهدة والمكابدة والمعاملة بالإخلاص والوفاء بالشروط ، ثم أخرج إلى روح الحال ، ومن مضيق المكابدة إلى متسع المساهلة ، وأونس بنفحات القرب ، وفتح له باب المشاهدة ، فصدرت منه كلمات الحكمة ومالت إليه القلوب ، وصار له في جلوته خلوة ، ويؤهل مثل هذا للمشيخة ويكون له أتباع ، ولكن قد يكون محبوساً في حاله ، محكماً حاله فيه ، لا يطلق من وثاق الحال ، ويقف عند حظه .
وإنما المقام الأكمل يكون للمجذوب المتدارك بالسلوك يبادئه الحق بالكشوف وإنوار اليقين ، ويرفع عن قلبه الحجاب ويرتوي من بحر الحال ، ويتخلص من الأغلال فيصير قلبه بطبع الروح ، و نفسه بطبع القلب .
المصدر: معجم مصطلحات الصوفية للدكتور عبد المنعم الحفني - ص 127 .