تقدم من حديث جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لاتمنوا الموت فإن هول المطلع شديد الحديث . و لما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له رجل : إني لأرجو أن لا تمس جلدك النار فنظر إليه ثم قال : إن من غررتموه لمغرور . و الله لو أن لي ما على الأرض لافتديت به من هول المطلع .
و قال أبو الدرداء رضي الله عنه : أضحكني ثلاث و أبكاني ثلاث . أضحكني مؤمل دنيا و الموت يطلبه ، و غافل ليس بمغفول عنه ، و ضاحك بملء فيه لا يدري أأرضى الله أم أسخطه ؟ و أبكاني : فراق الأحبة محمد صلى الله عليه و سلم و حزبه ، و أحزنني هول المطلع عند غمرات الموت ، و الوقوف بين يدي الله يوم تبدو السريرة علانية ثم لايدري إلى الجنة أو إلى النار . أخرجه ابن المبارك . قال أخبرنا غير واحد عن معاوية بن قرة قال : قال أبو الدرداء : فذكره .
قال : وأخبرنا محمد ، بلغ به أنس بن مالك قال : ألا أحدثكم بيومين و ليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن : أول يوم يجيئك من الله تعالى ، إما برضاه و إما بسخطه و يوم تعرض فيه على ربك آخذاً كتابك ، و إما بيمينك و إما بشمالك و ليلة تستأنف فيها المبيت في القبور و لم تبت فيها قط . و ليلة تمخض صبيحتها يوم القيامة.