إذا قمتم من المجلس فادخلوا دار الخلوة ساعة وشاوروا نصيح الفكر وحاسبوا شريك الخيانة وتلمموا تفريط الكسل في بضاعة العمر تأسفوا على كل ذنب كان أو حظ من الله فات.
البدار البدار نحو البقية فيلقى المفرط ما ضاع وليحذر الأعور الحجر لا تحتقر يسير الخير فالذود إلى الذود إبل ضلت قلوبكم في بوادي الهوى فقوموا على أقدام الطلب وألقوا أزمة جد في نشدان ضالتك ولا تيأس من روح الله فكم شفي من أشفى على الهلاك.
عَرِّجوا بِالرِفاقِ نَحوَ الرَكبِ وَقَفوا وَقفَةً لأنشُدَ قَلَبي وَخُذوا لي مِنَ النَقيبِ لِماظاً أَو رُدوا بي إِلى العُذيبَ وَحَسبي فَهُبوبُ الرِياحِ مِن أَرضِ نَجدٍ قَوتُ قَلبي وَحَبَّذا مِن مَهَبِّ يا نَسيمَ الصِبا تَرَنَم عَلى الدَّوَحِ بِصوتٍِ يَشجي وَإِن طارَ لُبِّي مَن مُعيدٌ أَيامنا بَلوى الجَزِعِ وَهَيهاتَ أَينَ مِنّي صَحبي واعجبا!! ما انظر الأجساد لكن فقد نظر القلوب إذا لم يحركك الربيع وَأزهاره والسماع وأوتاره فمن أنت ويحك: نوح الحمام غزل لو كان في قلبك محبة فابك بكاء " الجنيد " لعلك تقع بسر " سري " بع مال الهوى فيمن يزيد إن شئت لحقا " أبي زيد ".
كم دعتك فرصة لو كنت أجبتها إن جناب الحق لفسيح غير أن الجهل مطرود.
ويحك: قد لاحت نار الهدى من زناد المواعظ فقم على أقدام الجد لعلك تجد على النار هدى.
لأيِّ مَرمىً تَزجُرُ الأَيَانِقا إِن جاوَزت نَجداً فَلَستَ عاشِقا واعجبا من الواقفين على مواقف: إن وفقنا!! ثم لا يتعرضون بجناب التوفيق (إِن يُريدونَ إِلاّ فِراراً).
ويحك: دنت عساغكر البطالة (فَانفِروا خِفافاً وَثِقالاً) خذوا من الدنيا قدر ما يعبر القنطرة ولعمري: إن ضرورات المعاش تغير وجه المراد فيتعثر السالك (وَمَن يَتِقِ اللَهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً) هذا إن جرى القدر بمحبوب أو بمكروه (فَلا يَكُن في صَدرِكَ حَرَجٌ مِنهُ).
دليل محبته لك في الأزل حراسة توحيده عندك والتخويف سوط يسوق النفس عن ديار الكسل وما تظنه تعذيب ورب تقويم بالكسر تخريق مكان الحبيب من القميص جعله قميصا لو لم تذنبوا صولة الوداد تحفظ أهل الأدب وإن كان الحب في السويداء.
بكت العيون وأنت طارقها وُدٌ تَقادَمَ عَهدُهُ فَصَفا وَجَديداً ودٍّ لَيسَ يَخلُقُهُ لما ذاق آدم وحواء من الشجرة دار في دائرة التحير فضربهما صولجان البعد فهبطا وضارب الكرة يسعى بنفسه في طلبها هل من سائل هل من تائب فَلَولا البَعدُ ما حُمِدَ التَداني وَلَولا البَينُ ما طابَ التَلاقي يا قائما في سوق الأرباح: ماذا حصلت يا منقطعا في طريق الوصال: هلا توصلت أتراك اشتغلت بنا أو عنا يا منكر يا نكير: انزلا إلى الخارج من بساتين الأرباح في دار المعاملة فانظر أهل استصحب شوكة من الشك أووردة من اليقين اتنكهها فمه الذي قال ((بَلى) يوم (أَلَستُ) هَل غَيرَّ طيبه طول رقا الغفلة هل أنجاس زلله مما يدخل قليلها تحت العفو هل ثمد ماء توحيده يبلغ قلتين أنا مقيم له على الوفاء بكل حال فانظر هل حال أَلا حَبَذا نَجدٌ وَطَيبُ تُرابِهِ وَأَرواحُهُ إِن كانَ نَجدٌ عَلى العَهدِ أَلا لَيتَ شِعري عَن عَوارِضَتي قُبا بِطُولِ اللَيالي هَل تَغَيرَتا بَعدي وَعَن عَلَوِيَّات الرِياحِ إِذا جَرَت بِريحِ الخُزامى هَل تَمُرُّ عَلى نَجدِ