يا طالبا للبقاء في غير معدنه يا مقدر النجاة في عقبة التلف بادر عمرا كل يوم يهدمه المعمار أليس آخر البقاء الفناء كفى بالانتهاء قصرا.
ويحك اخرج بالزهد من هذا الفناء المحشو بالفناء إلى حضرة القدس وإعراض النفس فهناك لا يتعذر مطلوب ولا يفقد محبوب.
يا هذا: أعرف أدلتك بالطريق قلبك وأجهل الكل بالسبيل نفسك فسر على وفاق القلب لا على مراد النفس.
هَوى ناقَتي خَلفي وَقُدامي الهَوى وَإِنّي وَإِياها لَمُختَلِفان يا ذا الهمة: اركب مطايا الجد وإن طال السرى.
علامة التوفيق فصم عرى التواني وآية الخذلان مسامرة الأماني.
الهوى يحرض على العاجل فلو لاحت من فارس عزيمة إقدام نكص الشيطان على عقبيه.
يا محب الدنيا: قيمتك محبوبك لو علت همتك لارتفعت عن الدنيا يا مدعي مقام الخليل: مالك والخلة.
لاح لك من الهوى أقل شيء فآثرته علينا لقد كان دينار عملك مستورا لولا محك (وَلَنَبلوَنَكُم) وَفي حالَةِ السَخطِ لا في الرِضا يُبَينُ المُحِبُ مِنَ المُبغَض قلبك غائب في طلب الدنيا فقد ضاع الحديث معك إن الهدف إذا انهدم بطل النشاب قلعت سكر الهوى فردمت به باب القلب فلم يصل إليه سيل المواعظ.
لَيسَ يَحيكُ المُلامُ في هِمِمٍٍ أَقرَبُها مِنكَ عَنكَ أَبعَدُها خرجت عن عمران التقوى فوقعت في فقر الزلل.
غَرَكَ سَرابُ الطَمَعُ فَمُتُ سَريعَ الظَما اِنقَرَضَ العُمُر في مَحاقِ العذر وَمِنَ العَناءِ رِياضَةُ الهَرِمِ كم قد عزمت على طاعة وتوبة ما لليلى الهوى ما تبصر توبة تبيت من الغرام في شعار " أويس " فإذا أصبحت أخذت طريق " قيس " تنقض عرى العزائم عروة عروة وكل صريع بالهوى رفيق " عروة " كما دفنت كثيرا من الأعزة وهل يرجع " كثير " عن حب " عزة ".
جُنونَكَ مَجنونٌ وَلَستُ بِواجِدٍ طَبِيباً يُداوي مِن جُنونٍ جُنوني