سبحان من يرسل رياح المواعظ فتثير من قلوب المتيقظين غيم الغم على ما سلف فتسوقه إلى بلد الطبع المجدب برعد الوعيد وبريق الخشية فترقأ دموع الأحزان من قعر بحر القلب إلى أوج الرأس فتسيل ميازيب الشؤون على نطوع الوجنات فإذا أعشب السر تهتز فرحا بالإجابة.
سَلي عَنهُ تُخبر باليَقينِ دُموعُهُ وَلا تَسأَلي عَن قَلبِهِ أَين يَمّما وَفَجعَةُ " عمرو " مِثلُ هَرعَةِ " مالِكِ " وَيَقبُحُ بي أَن لا أَموتُ مُتيَّما إذا أَرعدت سحائب التخويف انزعج لها قلب المذنب فانفتحت صحائف أصداف سره كانفتاح أصداف البحر لتلقي قطر نيسانن فقطرت فيها قطرات عزائم عقدها لؤلوا ربيع العرفان التوبة الصادقة كيمياء السعادة إذا وضعت منها حبة صافية على جبال من أكدار الذنوب رب ذنب أدخل صاحبه الجنة إذا صدق التائب قلبت الأمارة مطمئنة لما أخذ الخليل عليه السلام في طريق الصبر فتبعه الذبيح واستسلما ألقي على السكين السكون إذا جالس التائب رفيق الفكر أعاد عليه حديث الزلل وندمه على ركوب الخطل فرأيت العين التي كانت فجرت قد انفجرت وسمعت لسان الأسى يعيد لفظة: لا أعود وعانيت عامل اليقظة قد بث عمال الجد في رستاق القلب للعمارة فيا أيها المذنب: إذا أشكل عليك أمر فليفصح لك دمعك.
إِذا أَعجَمَت أَطلالُ هِندٍ عَلى البِلا فَدمعُكَ في بَثِّ الغَرامِ فصيحُ يا مطلقا في وصالنا راجع يا حالفا على هجرنا كفر إنما أبعدنا إبليس لأنه لم يسجد لك.
فواعجبا!! كيف صالحته وهجرتنا!! ويحك لك من عندنا من القدر ما لا تعرفه لليلة القدر.
رَعى اللَهُ مِن نَهوى وَإِن كانَ ما رَعى حَفِظنا لَهُ الوُدَّ القَديمَ وَضَيَّعا وَصالَحَتَ قَوماً كُنتُ أَنهاكًَ عَنهُم وَحَقَّكَ ما أَبقيتَ للِصُلحِ مَوضِعا