العقل رفيق القلب والطبع قرين النفس فلا تقارب بين النفس والقلب فرب جار جار سرادق القلب على أطناب العقل وخيمة النفس على أوتار الهوى اكسر حدة خمر الطبع بمزاج ماء الرياضة اشددن أزر العقل بجبال التقى ماء طبعك أجاج وماء شرعك عذب وقد مزج الإبتلاء بينهما نور العقل يضيء في ليل الطبع فتتبين جادة الصواب للسالك وزناد الفكر حين يوري يرى عواقب الأهوال.
" يوسف " العقل ينظر إلى العواقب و " زليخا " الهوى تتلمح العاجيل والعزائم منازل الأبطال والصبر دأب الرجال وإنما رد " يوسف عقله وحمل " زليخا " طبعها ولا أقول لك: اقلع شجر الطبع من أرض الوضع كيف يمكن وقد قال (زُينَ لِلِناسِ حُبُّ الشَهوات) وإنما أقول لك: دم على المجاهدة في الجسم وكلما نبعت عروق الهوى فاقطع وكلما كل ما به تقطع فاشحذ واقنع بساحة الذل فعند المسجون شغل من " الرياض " ويحك اترك وأنت تهوى.
وَفي القَلبِ ما في القَلبِ مِن لَوعَةِ الهَوى وَلَكِنَني أُبدي الصُدودَ مُبَهرَجاً إخواني: من أفسد حسابه بالخيانة استحيا من عرض الدستور من توسخت ثياب معاملته بالمعاصي لم يقرب من المقربين من سودت الذنوب وجه جاهه ذل بين الأكرمين من ركب ظهر أما سمعتم أن " داود " أعطي نعمة نغمة كان يقف لها الماء فلا يسير والطير مع ذلك وقوف الأسير فعمل مرض (لا تَقفُ) في حجاب (يَغضوا) فامتدت به يد البصر فقدمت قميص " يوسف " العصمة فآثر زلله حتى في تلاوته وقد كان معمار الوصال يتفقد قديما آلات صوته فلما أقبل على الذنب أعرض المعمار عن المراعاة فتشعث منزل الصفاء وانقطعت جامكية العسكر فتفرقت جنود أوبي.
فيالك من جرح تعز مراهمه.
كان عيش عشبة خضرا فأحالت الحال سنة فكأن أيام الوصال كانت سنة فكاد يقطع باليأس حتى التقى الخضر بإلياس.
أَرقى قَد رَقّ لي مِن أَرقى وَرثي لي قَلقَي من قَلَقي وَبُكائي مِن بُكائي قَد بَكى وَتَشَكَّت حُرقي مِن حِرقي كان إذا أراد النياحة نادى مناديه: ألا من أراد أن يسمع نوح داود فليخرج فتجتمع عليه أهل الأحزان في مأتم الندب فتزداد الحرق بالتعاون.
يا بَعيدَ الدارِ عَن وَطَنِهِ مُغَرداً يَبكي عَلى شَجنِهِ كُلُما جَد النَحيبُ بِهِ زادَت الأَسقامَ في بَدَنِهِ شاقَهُ