اللهم نور ظلمة دنيانا بضوء من توفيقك واقطع أيامنا في طلب الإتصال بك فإنك إذا أقبلت سلّمت وإذا أعرضت أسلمت.
إخواني: إذا سبقت سابقة السعادة لشخص دلته على الدليل قبل الطلب (وَلَقَد اِختَرناهُم عَلى عِلمٍ عَلى العالمين).
إِنّ المَقاديرَ إِذا ساعَدَت أَلحَقَت العاجِزَ بالحازِم كان " ذو البجادين " يتيما في الصغر فلما عمه الفقر كفله عمه فنازعته نفسه في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فهمب النهوض فإذا بقية المرض مانعة فقال لسان التسويف للنفس: قفي حتى يتقدم العم فلما تكملت الصحة نفد حبر المشتاق فقال: يا عم كنت أنتظر سلامتك بإسلامك وما أرى زمن زمنك ينشط فقال: والله لئن أسلمت لأنتزعن كل ما أعطيتك!! فصاح لسان عزمته: نظرة من محمد عليه الصلاة والسلام أحب إلي من الدنيا وما فيها.
هذا مذهب المحبين إجماعا من غير خلاف.
وَلَو قيلَ لِلمجَنونِ لَيلى وَوَصلِها تُريدُ أَم الدُنيا وَما في طواياها لَقالَ غُبارٌ مِن تُرابِ دِيارِها أَحبُّ إِلى نَفسي وَأَشفى لِرؤياها فعاد العم في هبته حتى جرده من الثياب فناولته الأم بجادا لها فقطعه نصفين فاتزر بواحدة وارتدى بآخر وخرج في حلة " دب أشعث أغبر ".
سُنَنَّة الأَحبابِ واحِدَةٌ فَإِذا أَحبَبتَ فاستَنِنِ فنادى صائح الجهاد في جيش العسرة فتتبع ساقة الأحباب راكبا عجز العزم مع الضجر والمحب لا يرى طول الطريق إنما يتلمح المقصد.
ألا بَلَّغَ اللَهُ الحِمى مِن يُريدُهُ وَبلّغ أَكنافَ الحِمى مِن يُريدُها خَلَيلي لَيسَ الشَيبُ عَيباً لَو أَنَنا وَجَدنا لأَيامِ الصِبا مَن يُعيدُها فنزل إليه ملك الموت بتوقيع: ألا طال شوق الأبرار إلى لقائي فنزل ارسول يمهد له اللحد لمأمور: إذا رأيت لي طالبا فكن له خادما.
وصاح بأبي بكر وعمر: أدنيا إلي أَخاكما وأنتدب لمرتبة لفظها: اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه فقال ابن مسعود: ليتني كنت صاحب هذا اللحد.