"أي سادة " عظموا شأن نبيكم هو البرزخ الوسط الفارق بين الخلق والحق عبدالله حبيب الله , رسول الله , أكمل خلق الله , أفضل رسل الله , الداعي الي الله المخبر عن الله ,الآخذ من الله , باب الكل إلي الحظيرة الرحمانية وسيلة الكل إلي الحظيرة الصمدانية ومن اتصل به اتصل ومن انفصل عنه انفصل قال صلوات الله وتسليماته (لايؤمن أحكم حتي يكون هواه تبعا لما جئت به ) عن أبي محمد : عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلي الله عليه وسلم حديث صحيح ( الاربعين حديث النووية)
"أي سادة " إعلموا أن نبوة نبينا صلي الله عليه وسلم باقية بعد وفاته كبقائها حال حياته , إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها وجمع الخلق مخاطبون بشريعته الناسخة لجميع الشرائع ومعجزاته باقية وهي القرآن قال تعالي (قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ( الإسراء 88 )
" أي سادة " من رد أخباره الصادقة كمن رد كلام الله تعالي آمنا بالله, وبكتاب الله ,وبكل ماجاء به نبينا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم قال تعالي (وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) (النساء 115 ) أفضل الصحابة سيدنا أبو بكر رضي الله عنه , و سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه , و سيدنا عثمان ذو النورين رضي الله عنه , وسيدنا علي المرتضي كرم الله وجهه ورضي عنه والصحابة رضي الله عنهم كلهم علي هدي روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) رواه ابن عبدالبر والبيهقي وهو ضعيف من جهة السند, وقال الجوهري إن هذا الحديث حسن خلافا لمن نازع فيه يجب الإمساك عما شجر بينهم وذكر محاسنهم , ومحبتهم , والثناء عليهم , رضي الله عنهم أجمعين فأخبوهم وتبركوا بذكرهم , واعملوا علي التخلق بأخلاقهم قال النبي عليه السلام لأصحابه : (أوصيكم بتقوي الله والسمع والطاعة , وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعض منكم فسيري اختلافا كثيرا , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمورفإن كل بدعة ضلالة ) عن أبي نجيع العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم رواه أبو داود , والترمذي , وقال : حديث حسن صحيح ( الاربعين حديث النووية ) ونوروا كل قلب من قلوبكم بمحبة آله الكرام عليهم السلام فهم أنوار الوجود اللامعة وشموس السعود الطالعة قال تعالي :( قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ( الشوري 22) وقال صلي الله عليه وسلم (الله الله في أهل بيتي ) ( رواه الدولابي في الذرية الطاهرة , وهو صحيح ) من أراد الله به خيرا ألزمه وصيه نبيه في آله فأحبهم واعتني بشأنهم وعظمهم وحماهم وصان حماهم وكان لهم مراعيا , ولحقوق رسوله فيهم راعيا المرء مع من أحب ومن أحب الله أحب رسول الله ومن أحب رسول الله أحب آل رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن أحبهم كان معهم وهم مع أبيهم عليه الصلاة والسلام قدموهم عليكم ولا تتقدموهم وأعينوهم وأكرموهم يعود خير ذلك عليكم
إلصقو بأولياء الله (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62)الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) ( يونس 62 و 63 ) الولي من وال الله , وآمن به واتقاه فلا تحادوا من وال الله جاء في بعض الكتب الإلهية ( من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) ( رواه الامام أحمد في مسنده وهو صحيح وروي عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم بلفظ ( إن الله تعالي قال : من عادى لي وليا الحديث رواه البخاري ( الاربعين حديث النبوي) الله يغار لأوليائه وينتقم لهم من يؤذيهم ويكرمهم بصون محبيهم وعون من يلوذ فيهم هم أخص المخاطبين بآية ( 5 صفحة 28 ( السجدة فصلت 31 ) عليكم بمحبتهم والتقرب إليهم تحصل لكم بهم البركة كونوا معهم , (أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ( المجادلة 22 )