العالم الرباني ســيدي محمـود الشــقـفه الحموي
________________________________________
ولد رضي الله عنه في عام 1899 م في حماة الشام وتربى في بيت أبيه العريق كلهم أهل تقوى وصلاح وعلم حتى جاوز سن الطفولة فأخذ في طلب العلم حتى بلغ فيه أسمى مكانة ، وتصوف وكان له رياضات ومجاهدات ، وكان ناسكا لا يجارى في إجتهاده وورعه وزهده >
كان من جملة أشياخه أحد خلفاء السيد محمد أبي الهدى الصيادي الرفاعي مفتي حماة العالم العارف الكبير المعمر فضيلة الشيخ محمد سعيد النعسان 0
وكان رضي الله عنه له صلة كبيرة وزيارات متبادلة مع محدث الشام وعالمها وعارفها فضيلة السيد محمد بدر الدين الحسني نزيل دمشق رضي الله عنه وقدس سره وقد أجازه بخطية عامة ، وكان له صلة مع الشيخ محمد بن السيد جعفر الكتاني ومع إبنه البار العارف بالله العلامة السيد الشيخ محمد مكي مفتي المالكية في بلاد الشام ومع جميع أفراد أسرته السادة الأكارم الأكابر ، وله العلاقة الوطيدة والسيرة الحميدة المجيدة والصلة القديمة الكريمة بالسيد محمد تاج الدين الصيادي نقيب أشراف حلب ، حفيد السيد القطب محمد أبي الهدى الصيادي الرفاعي 0
وكان سيدنا الشيخ محمود قد أكمل بناء (الروضة الهدائية) في حماة الشام بلده ومسكنه ومحل إقامته، والروضة هي التي وقفها وقام ببنائها أولا السيد محمد أبو الهدى بأمر من أستاذه ومورثه القطب السيد محمد مهدي الصيادي الشهير بالرواس 0
أكمل رضي الله عنه الروضة الهدائية حتى صارت كما أراد الله لها من الأزل مسجدا ومدرسة يتخرج منها العلماء ، ويتربا فيها المريدون 0
وهكذا كانت حياته كلها ابتدأها بطلب العلم ثم قام بنشره طيلة حياته دون توقف ، وكان من حين ريعان شبابه لا يفوته الحج والعمرة والزيارة لحبيبه وقرة عينه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا أعاقه مرض أو أمر مهم أو إشارة محمدية 0
ثم نشر قدس سره إلى جانب العلم الشريف العلم الرفيع الأحمدي وجدد الطريق الرفاعي ، ونفخ في الأرواح الطيبة الزكية أرج عطر الحال المحمدي 0
وكان رضي الله عنه متبحرا في العلم ، مقتديا ومتمثلا بالأخلاق المحمدية ، ويسعى السعي الحثيث لنشر العلم بين العالم بأكمله وإرشاد السالكين في كل قطر متخذا لتحقيق ذلك كل وسيلة، ومضحيا بكل جليلة وتحمله المشاق ومعاناة ما يقوم به من أعباء في هذه السبل الخيرة ، وتوزيع بشره ولطفه وإحسانه على كل من يجالسه ويخالطه ويحتك به كل على حسبه لا يقصر هذا ولا عن الأطفال الصغار رغم أنه لم يولد له ، وإحساسه بأحاسيس إخوانه وتفقده شؤونهم دون شعور منهم رحمة واهتماما ، ومحافظته على الوقت وشحنه بأنواع العبادات ، وعدم التهاون بالأوراد ، وفعل كل ورد بوقته دون تأخير، ومزايا حميدة كثيرة كقيامه الليل كله ، وشؤونه التي لا يحيد بها عن إتباع السنة المحمدية قيد شعرة .
وممن أجازه رضي الله عنه خطياً :
السيد العلامة محمد بدر الدين الحسيني والذي أجازة بالمعقول والمنقول من فروع وأصول والأحاديث الشريفة والآثار المنيفة التي إشتملت عليها الجوامع و المسانيد كما أجازوه أشياخه0
السيد الشيخ عبد الرحمن السبسبي ، والسيد محمد الطائي والسيد الشيخ أحمد بن محمد الحسني الحسيني الداري القادري 0
أستشهد رضي الله عنه في يوم جمعة من شهر رمضان المبارك وهو صائم ، بعد صلاة العصر ، وعقب إنفضاضه من مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم و أنتهت مدة حياته الدنيوية وشيع جثمانه الطاهر يوم الأحد 12 رمضان من سنة 1399 الموافق 5 آب سنة 1979م وصلي عليه وتوارى البدر في برجه ( الروضة الهدائية ) بحي المروءة (الحاضر) من (حماة الشام ) .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]